قصة "سر الدوقانيلا"، للكاتب الإيطالي دينو بودزاتي. نقلتها عن الإيطالية

سرّ الدوقانيلّا

Dino Buzzati
كتبها: دينو بودزاتي (1906-1972)
نقلها عن الإيطالية: محمّد وليد ڨرين (مترجم من الجزائر)

ماذا جرى لأصدقائي الـ"كوريو"؟ ماذا يحدث بفيلاتهم الريفية، المسماة الدوقانيلّا؟ فهم عوّدوني منذ زمن بعيد أن يستضيفونني في فيلاتهم كل صيف لكي أقضي هناك بضعة أسابيع. أما هذه السنة فهي أول مرة لم يستضيفونني فيها، إذ كتب لي جيوفاني رسالة تحوي بضعة أسطر يعتذر فيها. كانت رسالة غريبة تُلَمِّحُ بغموض إلى مصاعب ومشاكل عائلية؛ رسالة تخلو من أي تفسير جدير بالذكر.
ما أحلى الأيام- وكانت عديدة- التي قضيتها في منزلهم، في خلوة الغابة. من الذكريات القديمة استذكر الآن أحداثا صغيرة بدت لي وقتذاك عادية أو غير مهمة. وفجأة أدركت الآن حقيقتها.
فمثلا، استذكر المشهد الآتي الذي يعود إلى صيف بعيد جدا في الزمن، صيف يسبق بكثير اندلاع الحرب؛ كنت حينها ضيفا عند الــ"الكوريو". قلت إذن أنني استذكر المشهد التالي:
كنت حينها قد خلوت إلى غرفتي المطلّة على البستان في الطابق الثاني ، ورقدت دائما في تلك الغرفة في السنوات التي تلت هذه الأحداث. كنت بصدد الخلود إلى النوم وإذا بي أسمع صوتا خافتا. كان عبارة عن حك أسفل باب الغرفة. مضيت لأفتح الباب فإذا بجرذ صغير جدّا ينسل من تحت ساقي، يعبر الغرفة ويلتجأ إلى صوان يختبأ تحته. كان الجرذ يجري بشكل مرتبك، كدت أن أدهسه بقدمي ولكنه كان حلو المنظر وضعيفا.
في الصباح التالي تحدثت عن ما رأيته إلى جيوفاني. فقال لي هذا الأخير، شارد البال:
-    آه، هذا صحيح! هناك أحيانا جرذ يدور في المنزل.)  
-    كان جرذا صغيرا جدا...لم أستطع حتى أن أدهسه.
-    إيه (نعم، طبعا)، معلوم. بالصح ما تعمّرش راسك بها (ولكن لا تكترث لهذا الأمر...)

قالها ثم انتقل إلى موضوع آخر، بدا لي حينذاك أنّ حديثي عن الجرذ لم يعجبه.
وذات مساء من السنة التالية كنا نلعب لعبة الورق. ربّما كان الليل قد انتصف. من الغرفة المجاورة- غرفة الجلوس التي كانت فيها الأضواء ساعتئذ منطفئة- بلغ آذاننا صوت رنّان يشبه الصوت الذي يحدثه الزنبرك. فسألت قائلا:
-    ما هذا الصوت؟ واشنو هذا الصوت؟
-    (لم اسمع شيئا) ما سمعت والو، قال جيوفانّي. كان جوابه متمّلصا. ثم أضاف قائلا: (هل سمعت صوتا ما يا إيلينا؟) "أنتِ كاش ما سمعتِ يا إيلينا؟"
-    لا، (لم أسمع شيئا) ما سمعت حتى حاجة، أجابته زوجته. كان وجهها قد صار أحمرا.
-    (كيف يعقل أنكم لم تسمعوا أي صوت؟) كيفاش هذا؟ قلت. يبدو لي أنني من غرفة الجلوس...سمعت صوتا رنانا.
وحينها لاحظت حاجبا من الانزعاج يغطي وجها جيوفاني وزوجته إيلينا. فقلت أخيرا:
-    حسنا، (هل أنا الذي أخلط الورق؟) أنا اللي نخلّط الكارطة؟
ما لبثت أن انقضت عشرة دقائق حتّى سمعت من جديد صوتا رنانا آخر، متبوعا هذه المرة بزعقة خافتة. كانت زعقة تشبه زعقة الوحوش. فقلت:
-    قل لي يا جيوفاني، هل وضعتم في الفيلا أفخاخا ضد الجرذان؟
-    لا، لم نضعها على ما أعتقد! أجاب جيوفاني. أليس كذلك يا إيلينا؟ هل وضعنا أفخاخا ضد الجرذان في المنزل؟
-    (هداكم الله!) ربّي يهديكم! أتريد أن نضع أفخاخا ضد الجرذان القليلة التي توجد هنا!
مرت سنة. ما فتأت أن وضعت قدمي داخل الفيلا حتى لاحظت قطّين رائعين يتمتعان بحيوية فائقة. كان قطّين مُخَطَّطَيْن، قويَّا البنية، بفرو حريري كفرو القطط التي تتغذى من الجرذان. فقلت لـجيوفاني:

-    آ، إذًا قررتم أخيرا جلب قطّين إلى الفيلا. لعلهم الآن أصبحا سيّدا المكان (راهم ربما دايرين كراعهم هنا) بما أنه يوجد قدر وافر من الجرذان هنا .
-    بالعكس، أجابني جيوفاني، عدد الجرذان هنا قليل...فهما لا يقبضان على جرذ إلا من حين لآخر. لو توجّب عليهما التغذي من الجرذان فقط...
-    ولكني أرى هذين القطين سمينان وصحيحان.
-    إيه، صحّ (نعم، هذا صحيح)، لا بأس بهم. إنهما بصحة جيدة. في المطبخ يجدان خيرا وافرا.
مرّت سنة أخرى ثم عدت إلى الفيلا لقضاء عطلتي الاعتيادية هناك. فرأيت من جديد القطان، ولكن بدا لي أنهما تغيّرا تماما إذ لم يعودا القطان اللذان ألفتهما. لم يكونا فائقا النشاط وقويا البنية، وإنما كانا قد أصبحا متقهقران نحيفان جدا وذو جسد هزيل البنية. لم يكونا يقفزان بسرعة من غرفة إلى أخرى، بل كانا يظلان عند أقدام سيديهما، ناعسان تنعدم فيهما أية إرادة أو نشاط. فسألت قائلا:
-    راهم مراض؟ كيفاش ولّاو ضعاف كما هكذا؟  (كيف صارا ضعيفين إلى هذا الحدّ؟) ألم يعد لديهما جرذان يتغذيان بها؟
-    راك قلتها، لقد أجبت عن السؤال بنفسك أجاب جيوفاني كوريو بحماس. إنهما أبله قطان رأيتهما في حياتي فهم عابسان منذ أن انقرض الجرذان في المنزل...لم يبق هنا ولا أثر لجرذ صغير!
ثم أطلق قهقهة، راضيا عن إجابته.

بعد ذلك، ناداني جورجيو، إبن جيوفاني الأكبر، وانتحى بي جانبا، فقال لي بنبرة المتآمر:
-    راك عارف وعلاش راهم هكذا؟ على خاطر راهم خائفين! (أتعلم لماذا أصبحا/يتصرفان هكذا؟ لأنهما خائفان!)
-    (من هما الخائفان؟) شكون راهم خائفين؟
-    القطان، إنهما خائفان. بابا لا يريد البتة أن نتحدث عنهما. إنه أمر يزعجه.(ولكن جميل أن ترى أنهما خائفان) بالصّح مليح كي راهم خائفين.
-    خائفين من شكون؟ خائفان ممّن؟
-    خائفان من الجرذان! (يا ولدي خائفين من الطوبات!) كانوا عشرة في البداية، وفي غصون عام أصبح عدد هذه الحيوانات الملعونة والقذرة مائة...ولم يعودوا يشبهون تلك الجرذان الصغيرة، بل هم يبدون الآن وحوشا، إذ أصبحوا أكبر حجما من طوبين، بوَبَرٍ أسودٍ كثّ. وخلاصة القول هي أن القطان لم تعد لديهما الشجاعة على مهاجمتهم.
-    وانتم، ألا تفعلون شيئا، ألا تتخذون أي تدبير؟ (ما راكم تديروا والو؟)
-    واش تحب. أكيد أننا يجب أن نفعل شيئا، ولكن بابا لا يتّخذ أي قرار. ما فهمتش وعلاش، (لم أفهم سبب ذلك) ولكنه موضوع من الأحسن عدم التطرق إليه، فبابا سريع الغضب...
وفي العام التالي، سمعت ضجيجا رهيبا صادرا من فوق غرفتي. كان الضجيج يشبه وقع أقدام ناس يجرون. وأنا أدرك جيدا أنه من المستحيل أن يتواجد أي شخص فوق غرفتي، إذ أنه في أعلى البيت توجد فقط السقيفة المهجورة، الغير الصالحة للسكن والمليئة بالأثاث القديم، بالصناديق وما شابهها. قلت لنفسي: "الله يسترنا، لكأن رهطا من الخيول  يجري فوق غرفتي. قد يكون حجم هذه الجرذان ضخما جدا. كان ضجيجا رهيبا جعلني أنام بصعوبة.

وفي اليوم التالي، عندما كنا جالسين على الطاولة، سألت جيوفاني فقلت: "ألا تتخذون أي تدبير ضد الجرذان؟ كان هناك ليلة البارحة ضجيج رهيب في السقيفة."
فرأيت حينها وجه جيوفاني يكفهرّ. قال لي هذا الأخير:
-    أقلت الجرذان؟ عن أي جرذان تتحدّث؟ لم يعد هنالك وجود للجرذان في منزلنا، والحمد لله.
حتى والدا جيوفاني المسنين ثارا ضدي فقالا لي: "عن أي جرذان تتحدّث، ربّي يهديك! ربّما رأيتهم في منامك يا عزيزي". فأجبت قائلا:
-    ولكني أؤكد لكم أنني سمعت ضجيجا ، ولست أبالغ فيما أقول (ما رانيش نزيد من عندي). كانت هناك لحظات رأيت فيها السقيفة تهتز.
فكّر جيوفاني فيما قلته ثم جاوبني فقال: "أتعلم ما قد يكون سبب هذا الضجيج؟ لم أخبرك أبدا بذلك لأن هناك من الناس من يتأثر ويخاف بسهولة، ولكن في منزلنا يوجد أشباح. أنا أيضا غالبا ما أسمعهم...وفي بعض الأحيان يطلقون العنان لغضبهم!
ضحكتُ لما قاله صديقي. فقلت له: "أرجو أنك لا تحسبني طفلا صغيرا! إن شاء الله ما راكش تحسبني ذراري! ليسوا أشباحا. أنا متأكد من أنهم كانوا جرذانا، جرذان مجارير ضخمة! وعلى فكرة، أين هما القطان الشهيران؟ 
-    (طردناهما من الفيلا، إن أردت أن تعرف) حاوزناهم من الفيلا، إذا حبّيت تعرف...ولكنك مهووس بالجرذان! ربما كل ما تقوله يدور بالجرذان! وعلى أي حال، هذه فيلا ريفية، لا يمكنك أن تزعم أن...
نظرت إليه مذهولا. لماذا ثار غضبا وسخط علي؟ هو الذي ألفته ظريفا ولطيفا.
بعد ذلك أوضح لي جورجيو، إبن صديقي الأكبر، الوضعية مرة ثانية. قال لي:
-    لا تصدق ما قاله بابا. ما سمِعْتَهُ كانت جرذانا. احنا ثاني ساعات ما نقدروش نرقدو على جالهم. (نحن أيضا لا يمكننا أحيانا النوم بسببهم) لو رأيتهم، فهم وحوش، وحوش حقيقية. لونهم أسود كالفحم، وشعر وبرهم شائك جدا، كأنه عبارة عن أسهم صغيرة...وليكن في علمك أن الجرذان هي التي طردت القطان من الفيلا...طردتهما في الليل. كنا نائمين منذ بضعة ساعات عندما أيقظنا مواء فظيع. كانت الضوضاء تعم غرفة الجلوس. انتفضنا إذًا من السرير وسارعنا لنرى ماذا كان يجري، ولكننا لم نجد أثرا للقطان...كانت ثمة فقط خصلات من شعر فروهما...وبقع دم هنا وهناك.
-    ولكن ألا تتخذون أي تدبير؟ ألا تضعون أفخاخا، سمّا؟ ما فهمتش كيفاه باباك ما راهوش محيّر ومقلّق...(لم أفهم لماذا أبوك ليس قلقا)
-    معلوم راهو محيّر ومقلق! (أكيد أنه قلق!) صار مهووسا بالجرذان. ولكنه الآن أصبح بدوره خائفا (بالصح هو ثاني راهو خائف ضوركا)، يقول أنه من الأحسن عدم إثارة غضبهم، وأنه إن فعلنا ذلك فسنجعل الوضع أسوأ. يقول أيضا أنه على أية حال لا فائدة من إثارة غضبهم، لأن عددهم أصبح الآن ضخما...ويقول أن الحل الوحيد هو أن نحرق الفيلا...وهل تعلم ماذا يقول أيضا؟ إنه أمر سخيف. يقول إنه لا يجب أن نقف ضدّهم.
-    ضد من؟
-    ضد الجرذان. يقول إنه سيأتي اليوم الذي سيكونون فيه أكثر عددا من ما هم عليه الآن، وأنهم قد يقومون حينها بالانتقام...ساعات نقول مع روحي بلي بابا هبل (أحيانا أقول لنفسي أن بابا أصيب بالجنون). هل تعلم أنني فاجأته ذات مساء وهو يرمي مَقَانِقًا في القبو؟ يقدّم الطعام لهذه الحيوانات اللطيفة؟ هو يكرههم ولكنه يخاف منهم. ويريد أن يُبْقِيَ العلاقات معهم حسنة.

لم يتغير ذلك الوضع طوال سنين عديدة، إلى غاية الصيف الماضي حينما انتظرت سدًى أن يندلع فوق غرفتي الضجيج والضوضاء اللذان ألفت سماعهما. ولكن لم يحدث شيء. كان الصمت قد أصبح أخيرا سيد المكان. هناء كبير. لم أكن أسمع سوى غناء صرارير الليل في الحديقة.
وفي الصباح التقيت بـجورجيو على الدرج، فقلت له:
-    كل شيء مبروك! ولكن هل يمكنك أن تقول لي كيف تمكنتم من القضاء على الجرذان؟ فلم يكن ثمة أي جرذ في المنزل ليلة البارحة.
نظر إليّ جورجيو وابتسامة خجولة مرتسمة على شفتيه، ثم قال لي:
-    أرواح، أرواح نورّي لك حاجة! تعال، تعال سوف أريك شيئا!
ثم قادني جورجيو إلى القبو حيث توجد فتحة باب أرضي مغلقة. قال لي هامسا: "إن الجرذان يتواجدون الآن تحت هذا الباب الأرضي. لقد اجتمعوا قبل بضعة شهور هنا في الأسفل، في المجرور. لا يجول المنزل إلّا القليل منهم. إنهم في الأسفل، أنصت..."
ثم سكت. وعبر الأرضية تناهى إلى مسمعي صوت يصعب علي وصفه: غليان، رعدة غامضة، ضجيج مخنوق كأنه مادة حية مضطربة تغلي؛ تتخلل ذلك أصوات، صخب حاد، صفير، همسات.

-    كم عددهم؟ (شحال راهم)؟ سألت قائلا وأنا أشعر بقشعريرة تسري في جسدي.
-    وأنا وين على بالي؟ ربما هم ملايين. والآن أنظر، ولكن بسرعة. أشعل جورجيو كبريتة (عود ثقاب)ورفع غطاء فتحة الباب الأرضي ثم ألقى الكبريتة أسفل القبو، وللحظة رأيت، داخل ما يشبه غارا، هيجانا هائلا من الأشكال السوداء، وفي ذلك الهيجان كانت هناك قوة خارقة وحيوية جهنمية لم يكن بمقدور أحد إيقافها. لقد كانت الجرذان! رأيت أيضا لمعان أعين صغيرة، الآلاف والآلاف من الأعين الصغيرة المصوّبة نحو الأعلى، والتي كانت تحدق فيّ بنظرات شرّيرة. ولكن جورجيو أغلق فتحة الباب الأرضي محدثا ضجة مخنوقة.
وماذا يجري الآن؟ لماذا كتب لي جيوفاني بأنه لا يستطيع استدعائي (استضافتي)؟ ماذا حدث في فيلّة الـدوقانيلّا؟ تحدّثني نفسي بأن أذهب وأزور صديقي جيوفاني، إن هي إلا دقائق قليلة ستكفني لكي أعرف ماذا يجري هناك، في الفيلّة. ولكني أعترف أنني لا أملك الشجاعة للذهاب هناك. لقد بلغتني أخبار غريبة من مصادر مختلفة. غريبة هي إلى حد أن الناس يكرّرونها وكأنها خرافات. أخبار تضحكهم، ولكنها لا تضحكني. فهم يقولون مثلا أن والدا جيوفاني قد توفيا. يقولون أنه لم يعد أحد يَخْرُج من الفيلا وأن رجلا من المنطقة هو من يحضر الطعام لعائلة الـكوريو، تاركا العلبة عند بداية الغابة. يقولون أنه لا أحد يمكنه دخول الفيلا، وأن جرذانا ضخمة احتلتها، وأن عائلة الـكوريو صارت عبيدهم.
يقول مواطن اقترب من الفيلا- ولكنه لم يقترب كثيرا لأن اثنا عشر عنصرا من تلك المخلوقات اللعينة كانت مستقرّة بشكل معاد عند عتبة الفيلا- أنه لمح السيدة إيلينا كوريو، زوجة صديقي، تلك المخلوقة اللطيفة والظريفة. كانت في المطبخ بالقرب من النار، مرتدية ثيابا رثة، وكانت تحرك الطعام في قدرة ضخمة، ومن حولها كانت جماعات جرذان نتنة تحثها على الإستمرار في عملها. جرذان نتنة تنهم في الطعام. كانت إيلينا كوريو تبدو منهكة ومقهورة، وبما أنها رأت الرجل الذي كان ينظر إليها، أشارت له بيديها متأسفة، كما لو أنها تقول له: "لا تقلق علينا. لقد فات الأوان. لقد قضي على أمرنا."                     

تعليقات

  1. Merci beaucoup pour cette traduction , cette histoire est intrigante, j'essaye de réfléchir pour comprendre que symbolisent ces rats, cette invasion et cette prête de contrôle, ma lecture est la suivante, les rats peuvent être le symbole du repli sur soi ou le repli d'une famille sur elle-même et qui mène à la solitude, ce qui me laisse penser ça, c'est que l'invasion des rats est entourée de silence et de secret, la personne solitaire est souvent murée dans le silence et se livre peu, aussi le narrateur finit par ne plus aller à la villa, et l’isolement de la famille qui s'ensuit... ,

    ردحذف
  2. Je vous en prie, Leila. Oui, c'est vrai! Cette histoire est intrigante, et vous n'êtes pas la première à être intriguée par sa symbolique. d'ailleurs, sa lecture et son interprétation sont multiples. C'est ce que j'ai pu constater quand je l'ai lu à un groupe de personnes au Centre Culturel Italien d'Alger. Chaque personne présente ce jour-là (le jour de ma lecture) m'a donné son interprétation de l'histoire, et chaque interprétation était juste, comme la vôtre d'ailleurs. Par exemple, une personne m'avait dit que les rats symbolisaient les criminels, pour une autre les rats c'étaient les immigrés en Italie, etc. Buzzati, l'auteur de cet histoire a justement fait exprès de construire son histoire d'une façon ambigüe.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة