رسالة ناظم حكمت إلى السجناء السياسيين الجزائريين، نقلها عن الفرنسية محمد وليد ڨرين



رسالة ناظم حكمت إلى السجناء السياسيين الجزائريين

إخواني،
لم أر وجوهكم ولم أسمع أصواتكم
لم أصافح أبدا يد أحدكم ، ولا أعرف أسماء معظمكم
ولكن أعرفكم كما لو أننا كنا أبناء نفس الشارع
كما لو أننا درسنا في نفس المدرسة،
كما لو أننا عملنا في نفس المكان،
لأننا ننتمي إلى الكفاح، كتف مع كتف
في سبيل أجمل قضايا الانسانية
في سبيل الاستقلال الوطني، في سبيل الحرية
في سبيل الغد الجميل وفي سبيل السلم

أنتم مفخرة الشعب الجزائري، مثل عمال موانئكم الأبطال

لقد قلت أنني لا أعرف أسمائكم؛ ولكن
الناس النزهاء في هذا العالم يتحاكون
كفاحكم البطولي.

كنت سجينا مثلكم، وأدرك جيدا
فيما يفكر الانسان أحيانا عندما يكون في السجن. فعوض تحمل هذا التعذيب
وأيدينا مغلّتين، نتمنى أحيانا أن نتأرجح كراية الحرية فوق منصة الاعدام
أو أن نسقط تحت رصاص العدو. وإن كان للبعض منكم مثل هذه الأفكار
فهم ليسوا على حق.

يجب أن نعيش رغم الجلادين.
إن الكثيرين منكم لديهم الارادة للعيش من أجل الكفاح.
وأذكر اسم عبان* بودّ وصدق.

لا يمكن للسجن أن يوقف تضامن الشعب الجزائري
وتضامن العالم كله. أنتم جزء منّا.
صدّقوني! إن شعبكم والملايين من الناس
يقفون معكم في الزنزانات بآمالهم وبهتافاتهم المنادية بالكفاح

إن الكفاح من أجل استقلال الجزائر، من أجل
حرية الشعب الجزائري، من أجل غذ أفضل،
من أجل السلم في العالم كله، مستمر خارج السجون
وداخلها.

سلامي إليكم يا إخواني (بالتركية)



يحيى السلم والاستقلال

بيكين 1952.
يلي هذه الرسالة توقيع ناظم حكمت.

ترجمة: محمد وليد ڨرين (مترجم من الجزائر) 

*شهيدنا المرحوم عبان رمضان


ما أروعك يا ناظم! رسالة ناظم حكمت Nazım Hikmet، الشاعر والكاتب الشيوعي التركي الكبير (1902-1963)، يساند فيها السجناء الجزائريين القابعين في سجون الاستعمار الفرنسي في الخمسينيات. رسالة يساند فيها استقلال وطننا! أرجوكم أن تنشروا هذه الوثيقة التاريخية الهامة لكي يعرف باقي اخواننا وأخواتنا تضامن هذا الشاعر التركي الكبير مع شعبنا والتزامه بقضية استقلال وطننا. للإشارة أن ناظم حكمت قضى 13 سنة من عمره في السجون التركية. 
صدرت هذه الرسالة في جريدة "الجزائر الجمهورية" Alger Républicain سنة 1952، وكتبها ناظم حكمت بالفرنسية. 

تعليقات

المشاركات الشائعة